روائع مختارة | واحة الأسرة | فقه الأسرة | النية.. في الصيام

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > فقه الأسرة > النية.. في الصيام


  النية.. في الصيام
     عدد مرات المشاهدة: 4744        عدد مرات الإرسال: 0

سئل فضيلة الشيخ حسام الدين عفانة عن كيفية النية في الصيام؟ وما الحكم لو نوى الصائم أثناء النهار قطع الصوم ولكنه لم يفعل ما يفطره فعلاً؟

أجاب: النية فرض من فرائض العبادة، سواء أكانت العبادة صلاةً أو صيامًا أو حجًّا أو غيرها، وقد ثبت في الحديث الصحيح قول النبي : "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى". رواه البخاري وغيره.

والصوم لا بد فيه من نية، فلا يصح الصوم بدون نية، سواء أكان الصوم فرضًا أو نفلاً أو قضاءً، وإن اختلف أهل العلم في وقت النية في أنواع الصيام المذكورة، وبالنسبة لصوم رمضان، فالراجح من أقوال أهل العلم أنه لا بد من تبييت النية.

أي لا بد أن ينوي المسلم الصيام قبل طلوع الفجر، ويدل على ذلك حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- عن أخته حفصة زوج النبي ، أن الرسول قال: "من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صوم له"[1].

ومعنى (يجمع) في الحديث أي يعزم، أي لا بد لمن أراد الصوم أن يعزم على الصيام خلال الليل، ويكون ذلك من وقت المغرب إلى طلوع الفجر، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذا القول المرجح : "إنه أوسط أقوال أهل العلم في المسألة"[2].

وكما قلت فإن المقصود من النية العزم على الصوم، وليس المراد أن يتلفظ بالنية، كأن يقول بلسانه: "نويت أن أصوم يوم غدٍ من شهر رمضان"، أو نحو ذلك من العبارات؛ فإن التلفظ بالنية بدعة لا أصل له في الشرع؛ لأن النية من عمل القلب وليست من عمل اللسان.

وقد اتفق معظم العلماء على أن محل النية القلب والتلفظ بها بدعة، لأن ذلك لم ينقل عن الرسول أنه علَّم أصحابه التلفظ بالنية، ولا أمر به أحدًا منهم، فلو كان ذلك مشروعًا لبيّنه عليه الصلاة والسلام، إما بالقول أو بالفعل أو بهما، وكل ذلك لم يكن.

وينبغي أن يُعلم أن كل يوم من أيام رمضان يحتاج إلى نية مستقلة، على الراجح من أقوال أهل العلم؛ لأن كل يوم من أيام رمضان عبادة مستقلة، وهذا بخلاف قول الإمام مالك أنه تُجزئ نية واحدة لجميع شهر رمضان[3].

[1] رواه أبو داود، وابن خزيمة، والدارقطني، والبيهقي، وغيرهم، وهو حديث صحيح كما قال الشيخ المحدث الألباني، انظر إرواء الغليل 4/25.

[2] انظر مجموع الفتاوى 25/120.

[3] موقع يسألونك، بإشراف د. حسام الدين عفانة.

الكاتب: الشيخ حسام الدين عفانة

المصدر: موقع موقع بن بية